الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بدرة قعلول تدق ناقوس الفزع وتكشف معطيات خطيرة وصادمة عن "مهندسي" إدخال الأسلحـة الـى بنقـردان

نشر في  16 نوفمبر 2016  (11:15)

نجحت الوحدات العسكرية بعد ملاحقة مجموعة مسلحة مساء الثلاثاء الماضي 08 نوفمبر 2016، على مستوى جبل السلوم، في القضاء على الإرهابي «طلال السعيدي» أصيل منطقة جبل أولاد أحمد بسوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد.
ويعتبر الإرهابي المذكور، وفق ما ذكرته وزارة الدفاع في بلاغ لها، أمير تنظيم «جند الخلافة» بجبل المغيلة، وهو قائد المجموعة التي قامت باغتيال الشهيد الجندي سعيد الغزلاني يوم السبت 5 نوفمبر 2016.
وقد أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني العقيد بلحسن الوسلاتي في تصريح لمراسلتنا نعيمة خليصة أن مخزني الأسلحة اللذين عثر عليهما صباح يوم السبت 12 نوفمبر ببن قردان كُشف عنهما بواسطة ما خزنه الإرهابي طلال السعيدي المكنى بأمير أجناد الخلافة بالمغيلة بهاتفه المحجوز اثر مقتله الأسبوع الفارط بسلاح الجيش الوطني.
وأضاف الوسلاتي أن جميع المخازن المراد الكشف عنها كانت موثقة بهاتف الإرهابي المقتول، مشيرا إلى أن الأسلحة المطمورة في الأرض والتي كشف عنها في فترة سابقة ببن قردان كانت هي الأخرى بهاتف الإرهابي السعيدي.
في ذات السياق ذكرت مصالح وزارة الداخلية في بلاغ أصدرته الاثنين أنّ الوحدة الوطنيّة للبحث في جرائم الإرهاب للأمن الوطني تمكنت بمعيّة الوحدات الأمنيّة المختصّة ببن قردان من إيقاف ثلاثة عناصر يشتبه في تورّطهم في قضيّة مخزن السّلاح الثّالث الذي تمّ كشفه بالوراسنيّة ببن قردان، ومن بين الموقوفين صاحب المسكن الذي تمّ العثور فيه على مخزن الأسلحة..
كما نشرت الداخلية قائمة الأسلحة التي كانت موجودة في المخزن المذكور وكان من ضمنها 24 صاروخا نوع سام 7 «Sam -7».
وفي هذا الإطار كان لأخبار الجمهورية حديث مع بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية لبسط رأيها من العملية العسكرية والأمنية الأخيرة التي أطاحت برأس من رؤوس الإرهاب، إلى جانب تعليقها بخصوص ترسانة الأسلحة والذخيرة التي تم حجزها مؤخرا وتحليل أسباب تجميعها ومن يقف وراءها..

وفي بداية مداخلتها أكّدت الخبيرة بدرة انه ووفقا للمعلومات التي بحوزتها فقد تم العثور على تلك الترسانة من الأسلحة ببن قردان بفضل الإرساليات القصيرة التي كانت موجودة في الهاتف الجوال الخاص بالإرهابي طلال السعيدي الذي تم القضاء عليه مؤخرا..
وقالت إن عملية القضاء على الإرهابي المذكور ومن ثمة الإطاحة بمخازن الأسلحة، تعد نجاحا إضافيا يحسب للقوات الأمنية والعسكرية وأشادت بحسن التنسيق والذي يدخل ضمن منعرج النجاح المشترك فيما بينهما وفق تعبيرها..
في المقابل قالت قعلول انّ بن قردان تبقى دائما نقطة ساخنة جدا خاصة في ظل المعلومات التي تؤكد أن السلاح الذي تمّ حجزه في المخازن هو سلاح حديث الدخول إلى بلادنا رغم الرقابة الكبيرة والمشددة على حدودنا..

أسلحة متطورة ومدمّرة...

وأشارت الخبيرة الأمنية والعسكرية إلى أن الأسلحة المحجوزة تعتبر من الأنواع المتطورة للغاية بل و«المدمرة» وهو ما يعكسه وجود الكم الهائل من الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات، طارحة جملة من الأسئلة في هذا الإطار وهي هل أن ترسانة الأسلحة المحجوزة كانت بهدف التخطيط والإعداد إلى تنفيذ عمليات إرهابية في تونس؟ أم كانت بن قردان بمثابة نقطة عبور قصد تحويل الأسلحة بقصد تحويلها إلى الجزائر؟
وأضافت محدّثتنا متسائلة هل دخل هذا السلاح من ليبيا عبر حدودنا البرية أم عن طريق حدودنا  البحرية؟، مشدّدة على ضرورة الإسراع في الإجابة عن كل هذه التساؤلات الملحة خاصة وان هذا الكم الهائل من السلاح وعلى ذلك القدر من التطور يرجّح انه مخصص لجيش كامل ولخلايا إرهابية موجودة ومستعدة لحمله واستعماله في ظل  تسجيل عودة العديد من الإرهابيين من الموصل ومن ليبيا ومن سوريا إلى تونس..
واعتبرت قعلول أن كل الاحتمالات واردة وخطيرة سواء كان هذا السلاح لعمليات إرهابية تنفذ في تونس أو في بلد آخر..

بارونات التهريب على الخط..

وحول من يتحمل المسؤولية لدخول هذا الكم العظيم من الأسلحة رغم تشديد الرقابة على حدودنا، قالت بدرة قعلول أنها لطالما شدّدت في تصريحاتها على انّ هنالك مشكلا كبيرا في تونس يتعلّق بعدم ضرب كبار بارونات التهريب بيد من حديد، خاصة وانّ هنالك علاقة وطيدة بين بارونات التهريب والإرهاب وتجارة السلاح وتجارة البشر..
وأكّدت انه إذا لم تكن هنالك رغبة قوية وصارمة إلى غاية اليوم للكشف عن رؤوس مافيات التهريب الكبيرة سنظلّ في نفس المشكل، مشدّدة كذلك على ضرورة مراقبة شواطئنا وحدودنا البحرية خاصة وانه بات بالكاشف بأنّ بعض البلدان تستغل البحر كوسيلة لإدخال السلاح..
في المقابل قالت الخبيرة الأمنية والعسكرية أن من يتعمد إدخال هذا الكم الهائل من السلاح وهذه النوعية يعتبر من الأطراف التي لها غطاء كبير سواء كان سياسيا أو حتى مرتبطا بالمافيا العالمية التي تتجاوز بلادنا، متسائلة في ذات الإطار عن سبب التركيز على بن قردان كنقطة لتخزين أخطر الأسلحة رغم الرقابة الكبيرة المشددة عليها..
وحول من يقف وراء عملية إدخال هذه الأسلحة ومن يقوم بتمويل شرائها، اعتبرت بدرة قعلول أنها تتمثل في بارونات تجارة السلاح والتي يمكن لها أن تنتمي إلى المافيا العالمية زد على ذلك ربطها بالتنظيم الإرهابي داعش الذي يعلم الجميع من يقف وراء تمويله وتموينه بذلك الزاد من الذخيرة والأسلحة..

التعامل بكل صرامة مع «المعلمية وليس الصنّاع»

وقالت إن المافيوزي الكبير هو من له القدرة المالية على تمويل شراء الأسلحة في تونس، وفي ختام مداخلتها توجهت برسالة قالت فيها أنها تشد على أيدي كل الأمنيين والعسكريين مشددة في المقابل على ضرورة أن تكون الدولة أكثر حزما مع من هم متورطون في هذه الشبكات المفيوزية والتعامل بكل صرامة مع «المعلمية وليس مع الصنّاع» على حد تعبيرها..

نبذة عن صواريخ سام7

هو نظام دفاع جوي صاروخي محمول على الكتف من نوع أرض - جو سوفيتي الصنع قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري للصاروخ، دخلت المنظومة الخدمة في 1968. يبلغ مدى الصاروخ 3,700م بارتفاع يصل إلى 1,500 متر بسرعة 430 مترا بالثانية، اسماه الغرب في الأصل ستريلا «السهم» في البداية، كان هذا السلاح البسيط الذي يستخدمه المشاة مشابهاً للغاية للمقذوف Red eye الأمريكي.
وقد عانى هذا الصاروخ من عيوب الصاروخ الأمريكي والتي تتمثل في عدم قدرة الرأس الباحثة الساخنة، والتي كانت تصنع من الرصاص وتعمل بالأشعة تحت الحمراء، على الالتحام بالموجة الحرارية لأي مصدر حراري إلا إذا كان هذا المصدر عبارة عن منفث هدف معاد مبتعد، مع استثناء وحيد يشمل أغلب الطائرات العمودية التي يمكن إصابتها جانبياً بل وبالمواجهة إذا كان أنبوب المنفث بارزاً لدرجة تجعله هدفاً محسوساً. والمقذوف الأساسي عبارة عن أنبوب، يحمل محركاً يستعمل الوقود الجاف، ويتميز بدفع مزدوج، وتوجهه زعانف قصيرة. وما على الرامي إلا أن يسدد أنبوب الإطلاق في اتجاه الهدف باستخدام جهاز تسديد مفتوح، ويقوم بالضغطة الأولى على الزناد، ثم ينتظر حتى يتحول الضوء الأحمر الناتج عن ضغطته إلى الضوء الأخضر معناه أن الرأس الباحثة قد التحمت في اتجاه الهدف، ثم يضغط الزناد حتى نهاية مساره.
وتشتعل عبوة الدفع الصاروخي، وتحترق تماماً قبل أن تخرج القذيفة من الأنبوب، وبعد مسافة أمان يشتعل وقود الدفع الأساس. ويزيد سرعة المقذوف إلى 1.5 ماخ.
وتزن الرأس المدمرة 2.5 كجم وتتكون من غلاف مصقول ذا شظايا وصمامي تفجير أحدهما يعمل باللمس، الآخر بالاصطدام مع الهدف. وتكمن خطورة السلاح ضد الأهداف الصغيرة فقط. وقد تستطيع بعض الطائرات التي تصاب به من العودة إلى قواعدها.
وفي عام 1972، بدأ الإنتاج لنموذج محسن من هذا المقذوف، وهذا النموذج له دفع أقوى، ومرشح لأشعة تحت الحمراء، لاستبعاد الأهداف الخداعية، وتوجيه أفضل بكثير، يعتقد أنه يشمل مبرداً في حلقة بارزة بمقدمة أنبوب الإطلاق.
والصاروخ SA - 7 عبارة عن نظام بسيط، هذا الصاروخ عن بقية منافسيه كصاروخ يعمل على ارتفاع منخفض مرغماً الطائرات على الطيران بعيداً عن رادار كشف الارتفاع حيث تعترضها أنظمة أكثر تطوراً.
وأنتج من هذا المقذوف عدد كبير، تستخدمه معظم الدول ذات التسليح الشرقي.

قائمة الأسلحة التي تمّ العثور
عليها بهذا المخزن


24 صاروخ سام 7 «Sam -7».
02 قاذفات صاروخ سام 7 «Sam -7».
03 قاذفات آر بي جي.
52 قذيفة آر بي جي.
27 سلاح كلاشينكوف.
12 بندقيّة فال.
10 رشّاشات فالو.
60 مخزن سلاح كلاشينكوف (Chargeur).
06 أشرطة مخازن فال.
02 رمّانات يدويّة.
سلسلة ذخيرة بي كا «B K».
سلسلة ذخيرة فالو.
1234 صاعق كهربائي.
صاروخ صغير الحجم.
30 صندوق ذخيرة عيار 7.62.
02 رشاشات بي كا «B K» ثقيلة.
89 أنبوب تفجّر.
04 صواعق ميكانيكيّة.
02 صناديق تي آن تاي «TNT».
12 كلغ موّاد متفجّرة.
كميّة كبيرة من الخراطيش.
 ولا تزال الأبحاث متواصلة.


إعداد: منارة تليجاني